المتآمرون على الإسماعيلي

مشكلة النادي الإسماعيلي اليوم تمثل أحد أبرز وجوه فوضى الانتخابات وانسحاب "الكبار" منها ، فيبقى مغامرون صغار يفاجأ الواحد منهم أنه عضو مجلس إدارة نادي كبير وأمامه عدد كبير من الميكرفونات وعدسات الفضائيات والصحف تتلهف الكلام منه لنشر طلته البهية على الملايين مرفقة ببعض هجومه على المجلس الذي ينتمي إليه ويسعده كثيرا أن يسرب تقارير وأخبار ولو كاذبة لمجرد شراء ولاء صحفي أو مراسل قناة فضائية ، بعض أعضاء مجلس إدارة النادي الإسماعيلي يتم توجيههم من خارج المجلس بالريموت كونترول من "الكبار" المعروفين ، ولذلك لا يتخذ المجلس قرارا إلا وخرج هؤلاء لينددوا بالقرار ويصفوه بالكارثة وأنه تخريب للنادي وتدمير للنادي ، لم تخل صفقة واحدة أجراها النادي مؤخرا من اتهامات وصلت إلى حد الاتهام بالسمسرة ، من أول المدير الفني الجديد ريكاردو وداريو كان وحتى نور صبري الذي لم تكتمل صفقته ، الحملة الأخيرة على ريكاردو يحاول بعض "الصغار" تصويرها بأنها بسبب نتائج الفريق السيئة ، رغم أن هؤلاء أعلنوا رأيهم فيه من أول يوم وقبل أن يتسلم عمله نكاية في مجلس الإدارة وإحراجا له ، ثم تحولوا بعد ذلك إلى خبراء يطالبون المدير الفني الذي يتقاضى عشرات الآلاف من الدولارات أن يكون مجرد جهاز تنفيذي لتوجيهاتهم الفنية الرفيعة ، فلا بد أن ينزل بالتشكيل الذي يحبونه وليس الذي يراه هو كمدير فني مناسبا ، ويتقمص الواحد منهم شخصية الخبير الكروي رغم أن أحدا منهم لم يصل لأبعد من كرة الحارات الشعبية في خبراته ، اكتشف العباقرة ـ مثلا ـ أن الرجل لا يلعب بشريف عبد الفضيل لأنه لا يحبه ، وأصبح شريف عبد الفضيل هو منقذ الدراويش الآن حسب رأي الجهابذة الصغار وغيابه سبب الهزائم ، في حين أن هذا اللاعب هو الذي خرب نتائج الفريق طوال الفترة الماضية وكان يتعمد الحصول على البطاقات الحمراء في المباريات المهمة والأوقات الحساسة لتخريب نتائج الفريق ، فتسبب في هزيمة الفريق من المقاولون العرب بعد أن كان متقدما ومسيطرا ، كما تم طرده من مباراتي طلائع الجيش في الإسماعيلية والقاهرة قبل ذلك وأصبح متفرغا لتسريب أخبار تمرده على النادي وأن عقده مزور وأنه سينتقل إلى كذا وكذا مالم يرضخ المجلس له ويدفع له كذا وكذا ، فهذا عنصر تخريب في أي فريق ، ولكن لأن بعض "الصغار" يرتب التآمر مع أمثال هؤلاء ويصنعون الشللية مع بعض اللاعبين للتحكم في نتائج الفريق وتطفيش أي مدرب أو اسقاط المجلس نفسه ، فهم يحاولون الآن جعل هذا اللاعب المخرب والمتآمر بطلا يكرهه ريكاردو لله في لله ، وكذلك اللاعب عبد الله السعيد الذي منحه ريكاردو فرصا عديدة من أول مجيئه حتى بدأ استهتاره واضحا في المباريات الأخيرة وختمها بمصائبه في مباراة انبي وكان سببا رئيسيا للهزيمة لدرجة أن وصفه البعض فيها بأنه كان لاعبا مع انبي وليس مع الإسماعيلي ، فلما أراد المدرب القوي تأديبه حتى يعود لمستواه وأجلسه على الدكة تصايحوا : كيف يجلس عبد الله السعيد على الدكة ، وهكذا .. أصبح كل مباراة يلعبها الفريق تمثل شبح المباراة الأخيرة للمدير الفني ، أي هزيمة سيطالبون فور وقوعها بطرده وانهاء عقده ، وتلك أجواء لا يمكن لأي مدرب أن يعمل بهدوء وصبر وتخطيط في ظلها ، والمتآمرون يعرفون ذلك ولا يملون من التحريض رغم أنه تخريب عمدي للفريق وإدخاله في الدوامة والإرتباك وبالتالي المزيد من الخسائر ، وفريق طلائع الجيش الذي فاز على الإسماعيلي ليس فريقا تافها فهو نفسه الذي أحرج الأهلي قبل أسبوع وأوشك على إلحاق الهزيمة به قبل أن يتعادل بشق الأنفس ، كما أن بتروجيت الذي يسبق الإسماعيلي هزم في نفس الأسبوع بالثلاثة من متذيل الدوري وانبي هزم من اتحاد الشرطة ، وهذا ما يدلل على قوة وعنف مباريات الدور الثاني لأن الفرق تقاتل فيها ولا تحسب النتائج فيها بفريق صغير أو كبير بل إن مباريات الفرق الصغيرة تكون أكثر عنفا وإزعاجا من غيرها ، ومباراة الإسماعيلي مع طلائع الجيش لم تكن الأسوأ بل كان الفريق مسيطرا وواثقا في الملعب بصورة واضحة ولعب الطلائع معظم المباراة بطريقة دفاعية وزرع خمسة لاعبين في منطقة الجزاء طول المباراة ووفر له الحكم "المحظوظ" سمير عثمان حماية صارمة في الأوقات الحاسمة من المباراة لدرجة أي مهاجم يلمس مدافع من الجيش مجرد لمس يحتسب فاول عكسي وحرم الإسماعيلي من ضربة جزاء صحيحة لو كانت لغيره لاحتسبت مع طرد المدافع ،وفي هذه المباراة تحديدا للمرة الأولى تظهر بنية الإسماعيلي خاصة في خط وسطه ودفاعه قوية ومتماسكة بفضل جرأة ريكاردو الذي أتاح الفرصة لبعض الوجوه الجديدة فاكتشف الناس أن الفريق ربح نصف دستة لاعبين على أعلى مستوى سيكون للفريق معهم شأن كبير في المستقبل ، مثل محمود النادي وجامبو وهاني غيب وعمرو السولية وعبد الحميد سامي ، واللاعب الناشئ الموهوب عمرو السولية الذي تجرأ ريكاردو بإشراكه في جزء أخير من المباراة كشف عن موهبة ساحرة رغم صعوبة الموقف وكانت لمساته على الكرة وثقته بنفسه تؤذن بميلاد نجم كبير سيكون مفاجأة الكرة المصرية في الأشهر القادمة بشرط منحه الفرصة كافية ، وهذه الجرأة لا يملكها إلا مدرب جرئ مثل ريكاردو ، مع احترامي الكامل للرجل الخلوق خالد القماش ، إلا أنه لم يكن يملك هذه الجرأة أبدا ، حتى أن لاعبا مثل أحمد خيري ظل لصيق دكة الاحتياط ولا يلعب إلا خمس دقائق كبديل لجونسون ، فاكتشفته عين ريكاردو فأجلس جونسون احتياطيا من أول يوم ولعب بخيري أساسيا ، وبعد عدة مباريات كان خيري لاعبا بالمنتخب الوطني الأول ، وهذه هي عين المدرب الخبير وجرأته أيضا وهي الجرأة التي يريدون ترهيبه بسببها وتطفيشه مستغلين سوء الحظ الذي لازمه في مباريات حساسة مثل مباراة الأهلي التي خسر فيها جهود ثلاثة من أهم لاعبيه ومفاتيح الفوز عنده وفي مقدمتهم محمد حمص مفتاح فوز الإسماعيلي الأساسي ونفس الشيء حدث في مباراة طلائع الجيش والتي أدى فيها مباراة متوازنة مع فريق يقاتل للهروب من القاع ، لم يكن فريق الإسماعيلي مؤهلا لبطولة الدوري هذا الموسم ولم يكن جسم الفريق متكاملا كما أن مشكلة حارس المرمى لم تحل حتى الآن والجميع يعرف أن نصف الأهداف التي دخلت مرمى الإسماعيلي بأخطاء صريحة من محمد صبحي لكن ليس له بديل ، وبديله فتحي له كوارثه هو الآخر ، والمسألة واضحة ولذات السبب اعتذر مجلس الإدارة عن المشاركة في البطولة الأفريقية ، وأعلن المجلس أن ريكاردو أتى في الأساس لصناعة فريق متكامل قادر على المنافسة ، وهو ما أوشك على النجاح فيه الآن ، حتى أصبحت دكة الاحتياط في الإسماعيلي تعرف للمرة الأولى لاعبون سابقون بالمنتخب الوطني ، مثل عبد الله السعيد وشريف عبد الفضيل ومحمد محسن أبو جريشة ومصطفى كريم ، ريكادردو أحد أفضل المدربين الذين تعاملوا مع الإسماعيلي خلال السنوات الأخيرة ، ويمكن له أن يحقق الكثير مع النادي ، فهو جريء ذو شخصية قوية وصاحب خبرة ويتميز بشكل خاص بخبرة بناء فرق وتصعيد ناشئين ومنحهم الفرصة وتاريخه جيد ، كما أنه أكد أكثر من مرة أنه أتى إلى مصر من أجل صناعة تاريخ ومجد شخصي له ، ولا يوجد مدرب يريد أن يفشل ، والرجل بدأ يتوصل بالفعل الآن إلى توليفة لفريق قوي للغاية ، ولكنه يحتاج ـ كأي مدرب جاد ـ إلى أجواء هادئة إحساس بالاستقرار لكي يثمر مع الوقت ، ولكن استمرار هذه المؤامرات من البعض داخل مجلس الإدارة وهي المؤامرات التي تدار "بالريموت كونترول" من خارج المجلس ومحاولات الباحثين عن الشهرة تخريب النادي والوصول على جثته إلى شاشات الفضائيات وصفحات الصحف لن تساعد أي مدرب على النجاح وسوف تزيد تشتيت اللاعبين وإحساسهم بعدم الأمان والاستقرار ولن تتيح لهم التركيز أو الاهتمام مع مدرب يقول أعضاء مجلس الإدارة كل أسبوع أنه سيرحل خلال أيام وأنهم يبحثون عن غيره ، مما يفتح الباب أمام المزيد من الهزائم التي لا تتصل بلاعبين ولا مدرب ولكن بمناخ فاسد يفجره عن عمد بعض الباحثين عن الشهرة وقطع الشطرنج التي تدار بالريموت كونترول والذين لن يهدأوا إلا بإقالة المجلس كله وإدخال النادي في دوامة جديدة تمهيدا لوصول "المشتاقين" القابعين خلف الستار ، فالمشكلة عندهم ليست ريكاردو أبدا ، ولكن المجلس نفسه.

هايل استاذ ابراهيم ولكن عيني وجعتني من القرايه جالك قلب تكتب كل ده منين